Sunday, January 21, 2007

أحداث تتلاحق سريعاً......

اضغط هنا لتكبير الصورة



في بداية حديثي الذي أعلم أنه تأخر كثيراً..... أحب أن أعتذر عن تغيبي الطويل خلال الفترة الطويلة الماضية ولهذا أسباب عديدة سوف أذكر بعضها بعد قليل....( كان هذا أولاً..)



أحب أن أهنئ الجميع بالعام الهجري الجديد داعياً الله عز وجل أن يجعله عام خير وسعادة علي الجميع... ( ثانياً لم تنتهي بعد..)



دائماً ما يبحث الإنسان عن الأفضل.... ويبحث عن ما يغير به حاله...... قد يخيب ظنه كثيراً ولكنه سرعان ما يبحث عن بداية جديدة نحو طموحه وآماله.... ونحو غداً أكثر إشراقاً.....



وقد تجد الإنسان يسوف هذه البداية مع شئ آخر.... كصديق... بداية العام جديد .... مرحلة جديدة..... تعلم أو إكتساب شئ جديد مؤثر...... المهم دائما يبحث عن البداية .... بالطبع لا يمكون أن تكون هذه البداية معزولة عن الماضي...... فمهما كان الماضي فهو تاريخ الإنسان... وهو طريقه الذي سار عليه حتي يصل إلي ما هو عليه الآن .... قد يكون تاريخ لا نرضى عن كثير منه.... ولكن لا نملك سواه.... لا أن نغيره أو نقترب منه..... ولكن المستقبل هو دائما هو من يكون لنا فيه اليد العليا..... وإن كان لمن آراد....


وأتذكر أحد المقولات التي سمعتها .....أن الإنسان لا يستطيع أن يبدأ بداية جديدة ولكن يستطيع أن يتحرك من أجل نهاية جديدة....



وقبل أن أنتهي من بداية تدوينتي أحب أكتب كلمات سريعة عما يهيج في صدري وآراها تكون بداية لنهاية جديدة....



ففي لحظات كثيرة يراجع فيه الإنسان نفسه ...يكتب كلمات من أجل تجديد النفوس وغسل القلوب والذنوب...


إلي كل من عرفت وأحببت أعتذر عن كل ما بدر مني من إساءة بحقكم بقصد أو بغير قصد.... عملته أو لم أعلمه....


حيث لا اريد من ذلك إلا رضا الله عني .... فالعفو العفو .....( وهكذا تكون ثانياً إنتهت..)



وعن سر تغيبي أتحدث الآنً فأقول إن ما حدث لي ولعائلتي الكريمة شئ لم أكن أتوقعه تماماً.... ولتلك القصة رواية طويلة أرويها علي مسامعكم .... أتحدث بها الآن بعد أن هدأت العواصف... وسار الأمر في طريقه إلي الأستقرار.... وحتي لا يكون الأمر مقلقاً لأحد......


بدأت القصة الطويلة في مطبخ السيدة والدتي التي تعد فيه دائماً أطيب الآكلات ، حيث أصبحت من عاداتها الدائمة هي العزومات الكبيرة في بداية الأوقات العظيمة مثل أول رمضان وأول ذي الحجة لعائلتنا الصغيرة...... تجمعت العائلة بالفعل المكونة من أب والام و أربعة من الأبناء وأربعة من الأحفاد وزوجتين لإخوتي ( 12 فرد يعني ) وذلك من أجل نفطر سوياً وقد كان يوماً سعيد للغاية حيث كنا لم نجتمع منذ فترة طويلة فكان لها طعم خاص.... وهنا يجب أن أؤكد معلومة هامة للغاية العائلة حتي الآن سليمة ولا يوجد أي أعراض غريبة أو مريبة.....


قد يتذكر البعض ذلك الرجل الذي تم دفنه ليلاً يوم في الظلام، حيث تبدأ معه الحكاية حيث قام والدي بذهاب لأداء واجب العزاء، وهنا أحس والدي بالتعب وذهب سريعاً إلي منزله، والغريب في نفس اليوم أن والدتي بدأت تشعر ببداية برد،وأصبح أبي وأمي طريحا الفراش حتي أنها لا يستطيعا حتي الذهاب إلي الطبيب فآتي هو إليهما، وبينما والدي يستعد لصلاة الفجر سقط وهو يتوضأ وذلك بسب عدم نومه تماماً في تلك الليلة، قد يتصور الكثير أنه قام بالنداء لأحد من أجل أن ينجده ولكن ذلك لم يكن صحيحاً مع والدي، حيث قام من سقوطه وأكمل وضوءه وصلي وذهب إلي سريره وكأن شئ لم يحدث، ويبدوا أنه ابي قرر إبلغنا بالحادث بعد عدم قدرته علي إستحمال الألم ولكن كان ذلك بعد السقوط بأكثر من 3 ساعات..!!!، وما هي إلا لحظات حيث تم إبلاغ إخوتي وجاءوا سريعاً جداً، وكان القرار بذهاب والدي إلي المستشفي بعد سؤال الدكتور وكان هنا السؤال كيف ينزل أبي وهو لا يستطيع التحرك، فكان الجواب الطبيعي بالإسعاف ولكن كان والدي رافضاً للفكرة تماماً تماماً.... ولكن آخيراً وافق بعد ساعتان فقط من النقاش.....وذهب أبي إلي المستشفي وبعد إجراء الكشف والأشعة تبين الأمر أنه كسر في الحوض والذي يستلزم جلوس أبي علي سريره لأكثر من شهر ونص من دون أي تحرك تماماً...... وكان الرأي أن يجلس أبي بالمستشفي لمدة يوم أو أكثر ولكنه رفض تماماً معللاً ذلك بالزيارت الكثيرة التي حدثت خلال ساعات قليلة من جلوسه بالمستشفي.... وأنه لا يحب أن يتعب الناس بزيارته في المستشفي خاصة أنها بعيدة عن مكان سكننا..... وأنه يريد أن يبقي في بيته....وجاء الأسعاف إلي بيتنا مرة آخري حاملاً أبي إلي السرير لينام عليه فترة طويلة...


وفي نفس الوقت شعر أخي ببعض الالم ولكن تحمل علي نفسه حتي يري ما سوف تجري عليه الأمور مع والدنا...... وفي ذات الوقت كانت أمي لا تستطيع أن تتحرك فلأول مرة آراها بهذا التعب الشديد.....


وكان أخي قد ذهب إلي الدكتور وقال له أنه يجب عليه إجراء عملية في أسرع وقت ممكن... حتي أنه قال لولا أن الوقت تأخر لكان أجري له العملية في نفس اليوم......!!


وهنا وجدت عائلتي تتساقطت سريعاً ولا أعلم ماذا أفعل.... وما هو المطلوب مني أن أفعل لعائلتي المسكينة.... ومضي الوقت بطيئاً من غير نوم تقريباً إلا نادراً إلا حين لا يستطيع الإنسان أن يحمل رأسه...... وجرت الإيام وقضيت عيد لم أتصوره بتلك الصورة من قبل ولكنه مضي كأيام كثيرة..... وإن كان خفف عليها كثير سؤال الأهل والأقرباء والأصدقاء فمثلاً وصل إلي هاتفي أكثر من 50 رسالة تهنئة بالعيد....



كانت تلك أحداث خلال 4 أسابيع الماضية تجعلني لا أجد فيها وقت لأي شئ .... ولكن تعلم الإنسان فيها الكثير لأن التعلم من خلال دروس الحياة العملية هي دائما أقوي الدروس......



أشياء تعلمتها وتأثرت بها كثيراً.....



- الصحبة الصالحة.... ويالها من كلمة كبيرة....لها معاني لا يمكن أن توصف.... فمن لم يكن له صحبة يستعين بها علي حياته في الدنيا والآخري فقد متعة الحياة.....وصدقاً حين قالوا قد يظلم الدرب... وتضيق النفس ... ولكن شموع الصحبة الصالحة.. تنير الطريق... ويبقي الأنقياء هم رونق الحياة ومعني روعتها.....


فلكم أنت تتخيلوا كيف كان هناك من إخواني من هو بجانبي طول الوقت، والذين لن أستطيع أن أخبره بمدي حبي لهم وإني لن أستطيع أن أوفيهم حقهم.... ولا يمكن أن أقدر مدي كانت للمكالات الهاتفية أثر كبير في رفع معنوياتي فقط أتصل بي الكثير والكثير حتي أن هاتفي أستقبل مكالمات لأكثر من 4 ساعات من أجل معرفة أخباري وأخبار والدي.....وما إذا كنت أحتاج إلي شئ..... هذا رغم أننا في وقت الامتحانات ولا يوجد أحدهم الوقت من أجل أخذ نفسه فما بالكم بمساعد أحد..... وأيضا مما أثر علي كثيراً خلال تلك الفترة هي أن للصحبة الصالحة ليس لها مكان أو وقت فأبي خلال الأربع الأسابيع الماضية لم يخلوا البيت ساعة من ضيف هنا أو هاتف من هناك.... فجاءت المكالمات لابي من جميع أرجاء الدنيا.... فلعلها درس كي يكون الإنسان دائما وسط إخوانه ووسط من يحبه لله فقط..... حتي أحد جيراني قال لي لكم أود أن أزور والدك ولكن لا أعرف فأنا لأول مرة أشاهد زوار يأتون من الساعة ال 10 صباحاً.....



- عائلتك دائما هي ملاذك الأول والوحيد فعمرعلاقتك بها دائماً..... فمن الأشياء التي أثرت في والدي كثيراً هو وجودنا نحن الأربع ( أولاده ) حوله دائماً... نري ماذا يمكن أن نستطيع ونقدمه سريعاً.... وهنا لا يمكني أن أغفل دور أخي الكبير الذي أثبت ويثبت دائماً أنه رجل من طراز فريد..... وأن لا يمكن أن يبخل بشئ علي عائلته.... ولكم أدعو الله دائماً أن يتم نعمته عليه... ويرزقه من حيث لا يحتسب.......



- عرفت أن للإنسان مقدار من الطاقة لا يعرفه إلا في وقت الحاجة إليها وهي طاقة لا حدود لها... ولو عرف الإنسان مقدر تلك الطاقة وأستغلها دائماً لكان له حال آخر تماماً........



- مقولة للامام البنا يقول فيها " الزمن دائماً جزء من العلاج" رأيتها كثيراً هذه الأيام ... ومن الممكن القول أن الزمن يعتبر في بعض الحالات هو العلاج الوحيد....



آخر حاجة كنت بفكر ابدأ مشروع قهوة، فخلال الفترة السابقة جعلتني أتعلم مهارات صنع الشاي والقهوة واليانسون والنعناع وقرفة وكيفية تقديمها بشكل لائق..... واحد صحبي لما قلتله الموضوع دا قال خلال فاضل ليك تتعلم الطبيخ وتعرف تتجوز علي طول.....



في النهاية أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العام عام نصرة للإسلام والمسلمين....وأن يرزقنا تحرير مسجد الأقصي الأسير... وأن يجعل لنا من كل ضيق فرجا... ومن كل هم مخرجاً.... والسلام عليكم......