Thursday, November 23, 2006

ظاهرة أمة


لأول مرة في حياتي أشعر باليأس الشديد................


كنت دائماً أعرف أن الطريق طويل ومليئ بالصعاب....


ولكن أشعر حالياً بأن الطريق أصبح إلي ما لا نهاية.....


خواطر كثيرة كانت بداخلي أشعرتني بالخزي الشديد من نفسي، ولكن لا أعلم لماذا؟ أرى أن الظروف أكبر مني كثيراً، ذلك الشعور الذي لم أعهده من قبل إنه "فقدان الأمل".


إن أكبر المشاكل التي تواجه مستقبل الأمة العربية والإسلامية هي تلك السلبية القاتلة التي أصبحت جزء لا يتجزأ من شخصيتها، والتي كان أحد أهم أسبابها هي مشكلة ضعف الانتماء إلى هذه الأمة وإلى هذا الوطن.


أحد جيراني تكلمت معه عما يحدث في فلسطين وأن يجب علينا أن نتحرك، أظهر إنفعالاً واضحاً، واستبشرت خيراً أن تكون هذه بداية فك القيود، وأن كثرة الأخبار المحزنة والمؤلمة سوف تكون مرحلة جديد لشباب كثير، ولكن سرعان ما خاب ظني حين عاجلني بسؤال يا تري ناويين تعملوا إيه؟، وهنا سألته: ولماذا نحن من فقط من يفعل؟ ماذا سوف تفعل أنت؟ قال وماذا سوف أفعل أنا؟ لا استطيع أن أفعل شيء؟!!


لم أتحدث معه كثيراً فقد تعلمت أن الحوار مع هذه الشخصيات لا يؤدي إلا إلي حرقة الأعصاب فقط، ولا يكون من ورائها غير الجدل....


ربنا يأخذكم، هذا ما قولته في نفسي إلي كل شخص سلبي لا يتحرك لنصرة إخوانه.


إن حالة الخوف وعدم الثقة من الأسباب الرئيسية لفقد هذا الأمل، فتلك مقاطع الفيديو التي انتشرت كثيراً علي شبكة الإنترنت لحالات التعذيب في أقسام الشرطة و التحرش الجنسي الجماعي التي كانت من المفروض أن تكون سبب في الثورة علي تلك المهانة والظلم المقتم ولكن لا تري من متحرك فالخوف كل الخوف أن يكون هوا التالي...


في حين أنه إذا وثق هذا الشعب في قدرته علي التغيير لتغيرت ملامح الخريطة كثيرا، بداية من المواصلات المزدحمة والناس التي تزدحم فوق بعضها داخل الأتوبيسات، لو أن كل منهم رفض هذا الوضع لكانت هناك وسائل مواصلات بمواعيد محددة، ولا كان ثمن البنزين يرتفع كل يوم من غير أن يتحدث أحد أو يفتح فمه، إذا جلست مع أحد (سائق تاكسي، سباك، دكتور، مهندس) أي شخصية سوف يكون سياق الكلام في السياسة وكأنه أكبر سياسي في البلد، وسيحصر لك مشاكل البلد مشكلة مشكلة ويقوم بتحليلها ويقول لك لازم وقفة وكلام كبير، طيب تقولوا طيب يا سيدي احنا عاملين واقفة في ميدان التحرير عشان المشكلة دي، يقولك: "لا والله" ويطلع بمليون حجة "شغلي، وعيالي، وأنا خايف عليهم، وانت عارف الي بيطلع في الحاجات دي بيحصلوا إيه" ويحكيلك قصة لا تعرف لها أصل عن واحد كان واقف هناك بالصدفة واتاخذ ولا يعلم أهله عنه أي شيء منذ أكثر من 7 شهور...


يقول محمود سعيد في هذا الشأن: الشعب المصري أصبح شعب مهلهل بسب السلبية التي أنهت عليه تماماً، وإن لم يعد هناك حل إلا الثورة!! ولكن تكون ثورة سلمية ولكن تغير تلك السياسية القاتلة التي نعيش فيها ومن خلالها تفتح أبواب الحرية.


وتقول فاطمة إن فقد الأمل هوا السبب في السلبية التي نعيشها، وأن جزءاً في إنتظار شعاع ضوء يرد له أمله في العيش، أما الغالبية فقد مات في ظلمة السلبية.

وعلي النقيض تري اناس ما زالت وجوههم باسمة وهم يؤكدون فقط أن هذا الشعب في حاجة فقط إلي إعادة تأهيل، وأن المشكلة الأساسية تكمن في افتقاد عنصر يستطيع أن يقود هذه الأمة.


هذا ما تشعره إيمان عبدالمنعم وهي تروي عن التبرعات التي ذهبت وتذهب لفلسطين ولبنان، وأن فوز حماس كان دليل علي أن هناك مازال أُناس يحلمون بأمة حرة، ولو أن هناك حرية في التعبير لما بقي الكثير من الناس على مقاعدهم، وأن الحال الذي وصلت إليه الأمة بسبب رواسب كثيرة حدثت للأمة فأصبحت أمة مستسلمة ومجمده ومعطلة، وأنها في انتظار من يقودها.


يا تري متي تستيقظ هذه الأمة وتكسر تلك القيود الممسكلة بعصامها، والتي تمنعها من أن تنتطلق إلي مجدها المنتظر.


Wednesday, November 08, 2006

بيت حانون لكم ذكرتينا



أشعر في قلبي بحرقة شديد وبجروح تدمي ثانيتاً، ولكن أجد أمامي غير أن أكتب مرة أخري عن جروح أمتي التي لا تنتهي، ولكن هذه المرة لا أعلم لماذا أكتب هذه المرة بصعوبة شديدة !! أصعب من كل مرة، هل يا تري لا استطيع أن أكتب لاني لم أعد قادراً عن الكتابة أم جرحي زاد عن حده.....



أتذكر الآن مجزرة قانا البشعة، وأتذكر الآن كم كانت دموعي لا تقف، واتذكر كيف كانت ثورة غضبي لا تهدأ، نعم أتذكر ذلك كالأمس، هل اتذكرها بسب تلك المجزرة البشعة التي حدثت في بيت حانون.



كنت أعتقد حينها ان لم أكف عن الصراخ، وان دموعي لن تقف، واني سوف أفعل شئ من أجل أمتي، ومن أجل حرية أمتي.......



حينها كنت عاهدت أني لن أترك ذلك الموقف سدا، وأني لن أهدأ إلا حين أري أرض أمتي حرة، لا غاصب يحتلها، ولا حاقد يستطيع أن يقترب منها.......



ولكن نسيت.... نعم أعلنها لقد نسيت..... ولكن جائت ذكرها سريعاً في بيت حانون.



كنت في قرار نفسي أحاول أن ابعد عيني عما تلك الجراح التي تنزف من جسد هذه الأمة المثخنة بالجراح، فلا أشاهد إلا ذلك البار الطويل من الأخبار فلم يعد قلبي يستطيع أن يتحمل جراحأً تجدد.....



ولكن كيف يحدث هذا وانا في أمة لا أخبار لها إلا تلك البقع المتزايدة من الدماء، فبينما أنا في استعداد لنزول كالعادة إذا بوالدي يفتح نشرة الأخبار كعادته والصوت كان عالياً وتلقت أذني السكاكين التي تجدد الجراح......



20 شهيداً بينهم 7 أطفال من بيت واحد واكثر من 60 مصاباً .........



ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه يا قلبي لماذا يفعلون بك هذا..................



تجددت الجراح سريعاً، وما زاد جراحي وأنا أتذكر مواقف حكامنا في مثل هذه الأحداث، الذين كنا ننكر عليهم الشجب والأستنكار فلم يعودوا يفعلوه، وأنا علي يقين شديد أن ذلك لن يتغير، فالقلب يولد مرة واحدة.... والدماء لم تعد تلك الدماء الثائرة علي الظلم..... فدمائنا ارخص من ذلك.........



واحسرتي وأنا أكتبها مختلطة بدموعي ممن يعرف ما يحدث حولنا ولا يترك قلبه، هل يا تري أصبح من كثرة الدماء التي نسمعها ونراها لم تعد نشعر بدماء آخري تنزف.......



واتذكر أحد اصدقائي وهوا يقول إذا جاء يوم ولم يكن هناك دماء جديدة من دماء المسلمين إن كانت في فلسطين او العراق او غيرهما فهذا شئ غريبب ويستحق أن يكون خبر لا يتكرر،ودلل علي ذلك بقوله ان اول درس تعلمه في الصحافة ان الأخبار الغير مؤلفة هي الأخبار التي تستحق أن تنشر وان يوم من غير دماء للمسلمين ليوم يستحق ان يذكره التاريخ ويحتفل به المسلمين كل عام.



مالكي يا أمتي ما يحدث لكي..... أهنتي حتي علي ابنائك......لكي الحق ان كل الحق كل الحق أن تبكي دموعاً من الدماء فلم يعد أحد يثق بكي....... حتي أبنائك



بيت حانون لكم ذكرتينا بمرارة حاولنا كثيراً أن ننساها.............



ولكن لم يعد هناك مجال لنسيان........ فكل لحظة تعيش فيها يزيد تلك اللآم التي في القلب، وتلك الجروح التي في الجسد...



اما لهذه الأمة من لحظة تستيقظ فيها وتترك عنها ثوب الضياع و الذل والمهانه......



وسوف يحدث هذا فقط أن اردنا...... فمتي تريد هذه الأمة.