ثورة الفرص الضائعة .. المقدمة ..
إنها أيام وساعات ولحظات فاصلة .. شاهدت في خلالها الفرحة والحزن .. الغضب والهدوء .. وجدت فيها العاقل والمتهور .. اللص و الأمين .. الصادق والكاذب .. الصديق والغريب ... شعرت فيها بالتغير والثبات .. القرب والبعد .. بالحلم والكابوس ... هي قصة بل قل إنها رواية جمعت في طياتها الأحداث كلها ... إنها رواية شعب اراد أن تكون له فرصة فصنع ثورة ..
لن أكون أحد المنظرين الجدد لهذه الثورة العظيمة .. ولكن ما اكتبه هي بعض الأحداث التي رأيتها وعشتها بنفسي .. بعض من التفسير والكثير من المشاعر .. وهي نوع من التوثيق لهذا الأحداث والأفكار بشكل مكتوب فالذاكرة أصبحت تنسي كثيراً مع توالي الأحداث وإن كانت هذه الأيام لا تنسي ابداً .. ولكن مانع من المشاركة ..
أول مظاهرة
هل تتذكر أول مظاهرة لك؟!! تذكر بالله عليك .. كان هذا السؤال يلح عليا كثيراً إلي أن تذكرت ..
الزمان: في صيف عام 2000.
المكان: المسجد الأزهر (لم أصل إليه هذا اليوم بالطبع).
الحدث: مظاهرة من أجل فلسطين عقب اندلاع الانتفاضة الثانية.
لا أعلم كيف وافقت أمي علي نزولي مع أخوتي، ولكن يبدوا أن عبد الله ويوسف كان لديهم قدرة علي الإقناع في ذلك الوقت تسمح بهذا النزول، أتذكر أني كنت متحمس للغاية خاصةً أني لم أكن ذهبت لمسجد الأزهر من قبل وبالطبع ولا مظاهرة، ويمكن سر الحماسة عدم معرفتي بما قد أقع فيه مع أخوتي الأعزاء، ماذا حدث؟!!، الأمر بسيط للغاية فلم تكون هناك صلاة جمعة في مسجد الأزهر فكان علينا الذهاب إلي مسجد الحسين حيث تجمع بعض الممنوعين من دخول الأزهر فكانت التظاهرة هناك بعد الصلاة، هتفنا قليلاً دعماً لأخوتنا في فلسطين ثم الرجوع إلي البيت سريعاً مع النظر خلفك كثيراً، كانت لهذا الحدث تأثير كبير علي شخصيتي، فكنت أعتبر أن استخدام أي منتج أمريكي أو صهيوني خيانة عظمة للقضية الفلسطينية باعتباري أحد أكبر المؤيدين لها بعد حضوري التظاهرة الصغيرة.
تمر الأيام ويكون بجانبي طوال أيام التحرير أخوتي الثلاثة، عبد الله ويوسف ومحمد بل و أزواجهم ، وأحياناً أطفالهم، كم هو رائع هذا الشعور بالفخر والعزة أن يكون بجانبك أقرب الناس إليك في مثل هذا الأيام الفاصلة من حياتك وحياة البلد التي ننتمي إليها ... مصر ... وللحديث عن دور أخوتي سوف يأتي تباعاً إن شاء الله.
لظروف كثيرة تتعلق بالعمل، وانشغال أهل البيت دائماً بمشاهدة قناة الجزيرة والناس والبرامج الحوارية تجعل من الصعب أو قل من المستحيل مشاهدة مثل هذه البرامج في البيت، ولكن مع وجود موقع اليوتيوب تصبح مشاهدة بعض المشاهد أسهل كثيراً، لن أدخل في حديث عن ما تقدمه مثل هذه البرامج ولكن استوقفني هذا التشابه ما بين البرنامج والثورة في أكثر من نقطة:
أن هذا البرنامج يقدم الفرصة، لا يشترط أن تكون من عمر ما، أو تكون قدمت موهبتك من قبل أمام الناس، الأمر كله يتعلق بموهبتك هل تكفي أم لا؟!! هل لديك القدرة علي العطاء و الاستمرار أم لا؟!!
أن الفرصة المتاحة إليك هي دقيقتين علي الأكثر، فيها أن تغير حياتك للأبد، وفيها أن تعود كما كنت، الخيار هنا دائماً بين يديك فقط وعلي قدر موهبتك وتوفيق الله تتغير الأمور.
الاختلاف بين البرنامج والثورة في البرنامج قد يكون فرداً أو فريق ولكن في الثورة كان شعباً بأكمله يريد أن يأخذ الفرصة ليعبر عن ما بداخله..
فرصة .. لكي يأخذ حريته ..
فرصة .. لأن تكون له مطالب تحقق ..
فرصة .. لكي يحلم ويختار ويريد ..
فرصة .. لأن يري السعادة في عينه وعين من حوله ..
فرصة .. ليكون لكل فرد حلمه الخاص من غير وصاية من أحد ..
فرصة .. من أجل الفرصة .. فرصة ليعلم هل سوف ينجح أم لا ..
نعم نجح الشعب في المرحلة الأولي ... ولكن مازال الطريق طويل ... ومازال للحديث بقية ...
1 Comments:
النجاح الحقيقي للثورة .. لما تبقي الدولة مدنية وتتخلص من حكم العسكر اللي بقاله اكثر من 60 سنه
Post a Comment
<< Home