Wednesday, March 14, 2012

نقطة ومن أول السطر .. حياتنا تتغير ..

توقف لحظة وارجع بحياتك لعامين فقط إلي الماضي..

هل تتذكر أصدقائك .. عملك .. حياتك .. ملابسك ؟!، هل تتذكر أفكارك وعواطفك ومشاعرك ؟!، ارجع إلي الحاضر ولاحظ تلك التغيرات .. وفكر لماذا وكيف وإلي أين تقودنا تلك التغيرات ؟!

الأكيد أننا كبشر نتطور كل يوم بشكل مختلف .. وهذا التطور غير ملاحظ من المقربين أو حني من أنفسنا .. إلا لو كان تغير جذرياً وهو ما لا يحدث إلا قليلاً ولأسباب محددة للغاية .. أما هذا التغير التطور السريع غير الملاحظ .. الذي نلاحظه عندما نشاهد صديق قديم .. ونبدأ في الحديث .. تكون علامات الاستغراب واضحة في الوجه .. ثم المقولة الأشهر .. "دا أنت أتغيرت كثيراً يا صديقي" .. "معقولة الزمن يعمل فيك وفينا كل دا !!" نحن. كثيراً من أنفسنا .. فما كنا نرفضه علي الآخرين بالأمس نقبله نحن .. وتأكد أن تلك التغيرات كما قد تظهر في الخارج يوجد الأضعاف منها فالداخل ..

الغريب اننا لا نحب ابداً هذا النقاش ابداً مع النفس .. لا نحب عتابها .. نخشى هذا النقاش للغاية، مع الحاجة الشديدة لهذا النقاش .. والعجيب مع كل زيادة في العمر يقل الاهتمام بما يقوله الناس ونكتفي بالمشاهدة.. فقط بالمشاهدة .. فكما يتغير العالم من حولنا في جوانب سياسية واقتصادية وتكنولوجية.. تتغير أفكارنا .. فلا شيء يستمر سوى التغيير .. فالأفكار التي كانت في وقت ما جيّدة ليست دوما جيدة .. وتلك الحروب التي كنا نخوضها في محاربة الأفكار المخالفة تصبح بلا أهمية .. أو تضطر لخوض معركة ما أكثر من مرة لكي تنتصر .. السؤال: هل نعرف أنفسنا .. لاحظ مرة آخري تلك الفروق واعترف .. قالوا قديماً "إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك"..

الحكمة تقول "لكي تغير العالم يجب أولا أن تحسم رأيك" .. هذا لو أردت تغير العالم.. العجيب أن ما تحتاجه في أن تغير نفسك بشكل الصحيح .. أن تحسم رأيك أيضا ..

أحسم خططك لحياتك .. أحسم علاقتك بالبشر .. أحسم عملك .. أحسم معتقداتك .. احسم نظرياتك .. فشعور امتلاك المرء لنفسه لا يقدر بثمن ..

أحسم الآن .. وتذكر أن هذا الحسم ليس نهائياً .. فالأمور تتغير .. ولا تتأخر .. لأن لعبة الزمن أقوى منا.. والعادة هي الحاكم الأساسي لحياة الإنسان .. سواء في النجاح أو الفشل ..

أحسم اختياراتك لمن حولك .. لا يكن حولك غير الناجحين .. شاهد نجاحهم وتعلم منهم .. تذكر أخطائهم وتجنبها .. فقد تسير خلفهم فلا تعرف الطريق، فمن يمشي دوما وراء الآخرين لن يكون له أبدا مبادئه الخاصة .. .. وقد تسير أمامهم فتسير وحدك .. ولكن سوف تتحمل كل الأخطاء لوحدك .. امشي دائماً في الجوار .. و اذهب إلى أقصى مدى يمكنك رؤيته، وعندما تصل إلى هناك فسوف يكون بإمكانك الرؤية لمدى أبعد .. تتأكد منه من طريقك وتجربتك .. فليس هناك أجمل من أن تحلم بالمستقبل .. فالحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء .. قحتي الجراح يمكن أن تتحول إلى حكمة .. فإذا كنت قد سقطت بالأمس، فلماذا لا تقف اليوم.

Charles Dickens said “The important thing is this: to be ready at any moment to sacrifice what you are for what you could become