Saturday, December 18, 2010

أين تلك الأحلام ...

لم أكتب منذ فترة ... ولكن اشتاق فعلاً للكتابة ... فهي متنفس صحي للغاية لي ... خاصة إني أصبحت انسي أكثر مما أتذكر ... إذا هذا جزءُ من مذكراتي الغالية ...


عدت من عملي مبكراً علي غير عادتي ... بعد صلاة الفجر مباشراً ... وكم كان اندهاش المصليين وأنا ما زلت بالملابس الرسمية ... وأنا أشعر من داخلي ماذا يقولون " البيه أكيد لسه راجع من فرح وهيصة .. وجي يكفر عن ذنوبه" ... طبعاً كان في الاستقبال الرسمي أفراد العائلة المبجلين يملأهم الفخر والفرحة بعودة الابن الأصغر إلي البيت منتصراً .. وإن كان هناك بعض المناوشات من هنا وهناك لوجود خطأ بسيط هو إغلاق تليفوني الخاص منذ الساعة 12 وهم في محاولات جادة للوصول إلي منذ ذلك الوقت " الغير بعيد بالطبع" وكانت نهاية الحديث قرار بسيط إذا حدث هذا مرة آخري من غير إبلاغ سابق فإن بيتي سوف يكون الشارع ... لم أحوال النقاش فكنت أعرف خطأي جيداً أو يمكن القول لم يكن عندي القوة لفعل هذا ... فكان السرير هو المكان المفضل حيث الهدوء والسكينة ... حيث كنت سعيداً للغاية بذلك السحور الرائع مع أصدقاء العمل والسير قبل الفجر في شارع المعز في مصر الفاطمية ... ذلك المكان الذي كنت افتقده للغاية ..
لم يوقظني من نومي إلا صوت أمي الذي كان في بدايته هادئً ثم أصبح بشكل مختلف قليلاً حتى لا تفوتني صلاة العصر أيضا كما فاتت صلاة الظهر وهي تقول " صوم إيه دا يا ربي إلي كله نوم" ... طبعاً مع هذا النوم الطويل " المجهود الغير طبيعي طبعاً " يصبح الأكل هو المطلب الرئيسي والوحيد في تلك الفترة الزمنية الحرجة ...
ولكن ما شغلني بشدة أن مع طول فترة النوم هذه لا أتذكر أي حلم قد حلمت بيه .. حاولت طويلاً أتذكر أي شيء من هنا أو هناك ... ولكن لا آمل يظهر ..
أين تلك الأحلام .. كانت تطاردني وكنت لا آمل من كتابتها ووضع الخطط لها ...
أين تلك الأحلام .. التي كنت أراها أمامي وهي تتحقق ... ولكن أجزاء منها ...
أين تلك الأحلام .. التي كان لها روح داخلك تجعلك تبحث عن الكمال داخلك ... أو السعي نحو الصواب الذي تراه ...
أين تلك الأحلام .. كان يمكن أن تحارب الجميع للسعي لتحقيق فكرة أو هدف ... حتى لو كان بعيداً ...
أين تلك الأحلام .. التي كانت تتغلب عن الكوابيس ... وتظهر متفائلة رغم الظروف ...
وظلت تلك الأسئلة وغيرها تبحث عن الإجابة ... عن ماذا حدث لتلك الأحلام وغيرها ... فمن منا لم يحلم أن يكون رجل الأمن الذي يقبض علي الأشرار " إلي بيجي في آخر الفيلم دائماً " أو طبيبة الأطفال التي تعالج الأطفال بكل حب و وحنان " يأتي هذا الحلم بعد التعامل مع الممرضة المصرية علي طول" ولكن سرعان ما يختفي سريعاً إلا لنسيان الحلم أو عدم القدرة " الثانوية العامة مثلاً" أو وجود حلم آخر ... هل يوجد بالفعل حلم آخر!!
وأراه يحدث أن تكرار الأيام .. وتتابعها بشكل لا يختلف كثيراً .. يجعل من الأحلام أمر حادث فعلاً ... وكأن ما كنت تريده قد وصلت إليه .. ومع مرور الأيام تصبح الأحلام أمر مؤجل خاصة مع لو كانت حياتك متزاحمة بشكل ما وانك أصبحت علي هامش الحياة ومتأثر وغير مؤثر ... فما الحل إذا ؟؟ بعد أن أصبحت الحياة كلها بلون واحد ..

أضأ شمعة وانظر إلي الحياة بألوانها ..
توقف وأعد حساباتك مرة آخري ... راجع آخر يوم .. أسبوع .. شهر ... وابحث عن الصواب والخطأ ... واحلم كيف يمكن أن تجعل الأمر أفضل ... وصدقني الأحلام التي تحلم بفعل صواب كنا قد أخطئنا فيه من قبل هي أفضل الأحلام .. وقد تكون أصبعها في أحيان كثيرة ... ولكن تأكد أن شعورها مختلف للغاية ... حينها لن تكون الحياة لون واحد ورؤيتك للحياة شكل آخر ... قد يكون هذا ما وصلت إليه الآن ... دعني أجرب وسوف أخبرك ولكن من يملك الإضافة انتظرها ..
ويبقي السؤال الذي يشغلني الآن ... هل تحقيق الأحلام يغير ؟؟