أوراق الخريف ...
أوراق الخريف ...
كانت من عاداتي التي لا تنقطع هي حملي أوراقي وقلمي أينما ذهبت ... جامعتي .. كورس .. في المواصلات ... فقدت كانت تساعدني كثيراً في تذكر ما أسمعه وخواطري والتي كنت أسارع بكتابة عناصرها حتي لا تذهب سريعاً وكنت أسجلها مع أول لقاء مع شاشتي وكيبوردي العزيزان ... ولكن لا أعلم لماذا لم أعد ذلك المسجل الجيد فلم أعد أحملهم تماماً و أعتمد علي ذاكرتي ( ويا عيني علي الزهيمر ) وهكذا أصبحت خواطري والكثير من تسجيلاتي تتساقط كما تتساقط أوراق الشجر في فصلنا ... في فصل الخريف ...
ولكن في لحظات تكون الخواطر أكبر من أن خاطر يأتي ويذهب سريعاً ... حين تكون المشاعر المتضاربة تهز كيانك كثيراً ... عندما لا تجد غير الكتابة طريقة لإخراج من بداخلك ... حين يبتسم وجهك وتبكي عينيك... حين .. حين .. يال تلك المشاعر المؤلمة ... إنها لحظات وأعود كما كنت فأنا أعرف نفسي جيداً ... فها أنا أسمع سامي يوسف وهو يقول يا لطيف الطف بنا ... الطف بنا ...
كم أنا ضعيف ...
هذا الشعور الذي أحسسه الآن بقسوة ... كم أنا ضعيف .. فقير .. محتاج إلي رحمة ربي ... كم تمنيت ولكن الله أراد ... كم سعيت ولكن قضاء الله كان النافذ ... كم .. كم ..
ما يزيد هذا الشعور هو موقفين ... الموقف الأول الذي هز أعماق أعماقي ... هي وفاة والدة أخي وحبيبي محمود سعيد ... تلك السيدة الطيبة البارة المربية الفاضيلة ... التي ودعت الدنيا سريعاً ... من غير أن تلقي رسالة وداع إلي من تحبهم ويحبونها ... رحم الله تلك السيدة التي أتمني أن يجمعنا بها في جنة الفردوس ... وأن يثبت أهلها ويجعل ذلك الأمر في ميزان حسناتهم ... فعلاً من الأمور التي أثرت فيا كثيراً ...
ثاتي المواقف أني كتبت هذه التدوينة بعد أن أجري والدي عميلة آخري في عينيه ... كم شعرت بالضعف وأنا انتظر خارج غرفة العمليات في إنتظار خروج والدي ... شعور قاصي للغاية ...
لله الفضل والمنة خرج أبي بعد أنا عانينا كثيراً ... ولكن في سبيل خروج أبي الأمر هين للغاية ...
لا أعرف لماذا أشعر بفقدان كبير في قدراتي الكتابية ... يبدوا لأن إنفعالي في هذان الموقفين كان كبيراً للغاية فجعل الكتابة عنه صعبة للغاية ...
علي كل حال هذه تدوينة سريعة سرعان ما تذهب سريعاً ... ومازلنا نتنفس يصعوبة ...