Tuesday, December 19, 2006

ليلة في الظلام......




لا أعلم صدقاً لماذا أريد أن أتحدث عن تلك الليلة الصعبة، تلك الليلة التي لا أعتقد أني سوف أنساها قريباً، ليله ويا لها من ليلة.......



كنت قد قررت في داخلي أن أعتكف قليلاً في بيتنا وذلك من أجل الراحة النفسية والمعنوية لدي، وعدم الخروج إلا لضروريات.......



وبعد صلاة العشاء رأيت أحد جيراني فسلم عليا بوجه حزين وقال لي أن والد فلان ( أحد جيراني) قد توفاه الله اليوم في الأسكندرية، وأننا في إنتظاره لدفنه الآن....



الآن ليلاً.... قال لي نعم هذا ما يريده أهله..... قلت له عندما يأتي أبلغني لكي آتي معكم........



ولا أعلم لمذا قولتها.... فأنا أتعب كثيراً عندما أقف علي القبور... فما بالكم بالوقوف عليها ليلاً.....



وتأخر الركب كثيراً.... بالفعل تأخر كثيراً..... وتحركنا من أمام منزلنا الساعة الواحدة والربع ليلاً.....



ويالها من ليله باردة..... شديدة البرودة........



حملنا الرجل وفي أحد المساجد القريبة من المدافن صلينا عليه......



الغريب في هذه المرة أن لم يكن هناك تابوت ولكن مجرد حاملة لا جوانب لها وفوقها الكفن...



فأنا أري الجسم كاملاً بجميع معالمه.......



وبعد الصلاة حملنا الرجل من المسجد إلي مثواه الأخير... إلي قبره.....



وهنا بدأ جسمي في الإنتفاض..... وأصبح الجسد لا يكف عن الأرتجاف.......



ولا أعلم لماذا أفعل ما أفعل لقد قررت أن أنزل إلي القبر.....



لم أنزل القبر في أي مرة سابقة..... فما بالكم بحالي وأنا أنزل في ظلمة الليل........



حملنا الرجل ونزلنا معه..... المكان مظلم بشده..... الرائحة مكتومة جداً...... التراب يملأ الهواء......



ويال المقابر المصرية.... فأنا أري بعض الهياكل التي تم دفنها من قبل....



وتم الدفن سريعاً....... ثم الدعاء له بالرحمة والغفران والتثبيت عند السؤال......



رأيت الدموع في عين أهله.... ورأيت الدموع في أعين الناس من التأثر......



ما زال جسمي ينتفض..... يا تري ماذا هو حال من في الأسفل.......



لا أتكلم عن من مات الآن فقط.... ولكن من مات منذ سنة أو أكثير....



هل هناك من يتذكرهم.... من يدعو لهم..... من يؤنس وحشتهم.....



بالفعل الأمر جد خطير.... ويحتاج منا إلي إعداد شديد.......



غداً نكون هناك..... هل بالفعل أحسنا العمل لهذا اليوم........



نهاية هذا الموضوع ليس من أجل أن تبكي العيون من التأثر....



ولكن هذا الموضوع من أجل تجديد النية مع الله عز وجل.....



والعزم علي الفعل.... وتقرب إلي الله بالأعمال الصالحة......



رسالة وصلتني بعد الدفن مباشرة أحب أن أشارككم قرأتها....



إلهي وسيدي ومولاي.... عفواً حيائي منك يمنعني.... وطمعي في عودتني من عفوك وكرمك يجرئني...... لا تخيب فيك رجاءنا......


أبدل سيئاتنا حسنات.... عوضنا عن ساعات الغفلة معراج القربات.... وعن خطايا الشهوات خطوات الرضوان.... وعن قسوة البعد روح الأنس.......

Thursday, December 14, 2006

عندما نسينا طعم الحرية

أكتب هذا اليوم كتابات بيدين مرتعشتين، أكتب عن حال بلادي......، التي لم أعد أري فيها شمس، بل ظلام دامس لا فجر له........



كنت بالأمس علي شاطئ النيل مع بعض اخواني نحلم بمستقبل هذه البلد، ولا أخفي عليكم لكم كنت سعيد جداً بالأمس وأنا أري العيون وهي تلمع تنتظر المستقبل من أجل أن تعمل، ونمت علي صوت تلك الأحلام، انتظر الغد من أجل تحقيق تلك الأحلام، ولكن استيقظت علي كابوس.......، كابوس الواقع المؤلم........، كابوس الظلم......... وسلب الحرية........، ظلم السلبية........، ظلم النسيان.......، أستيقظت علي خبر إعتقال 180 طالب من طلاب جامعة الأزهر وغيرهم، وانا أنظر الي التاريخ فأري أن الامتحانات علي بعد أسبوع.


بين بلدين في نفس المنظقة...


الكثير منا يستغرب من يحدث في لبنان منهم طبعاً رئيسنا المحبوب الذي انتقد الخروج في تلك المظاهرات التي تدعوا الي استقالة الحكومة وتطالب بحكومة وحدة وطنية، معللاً ذلك بأن تلك الحكومة منتخبة من الشعب اللبناني ويجب احترامها، بينما يطالب هو نفسه ( المحبوب طبعاً ) بحكومة وحدة وطنية في فلسطين مع أن حكومة هنية حكومة منتخبة من الشعب الفلسطيني أيضاً.


طبعاً يجب علي الرئيس ( المحبوب جداً ) ان يقول هذا فخوفه من المظاهرات أصبحه يقلقه، وتري في حالة الاعلان فقط عن وجود أي مظاهرة سواء كانت كبيرة او صغيرة عربات الامن المركزي التي لا تنتهي في كل مكان، ويقولون لك بكل أدب واخلاق دا أحنا بنحميك، يا عيني والله قلبهم طيب أوي....، وتري في لبنان الجيش اللبناني يحافظ علي المتظاهرين... لك الله يا مصر.


ان الناظر الي شعب لبنان وهو خارج في ساحات يري قلوب قد عشقت الحرية، وعيوناً رفض أن تري ظلم واستبدادً، وآذاناً قد كرهت تلك الأكاذيب، لقد رأينا شعب.... نعم هذه هو الشعب.....


أما هنا في بلادنا الطيبة يتم اعتقال الطلاب من أجل المطالبة بحقهم الدستور في انتخابات نزيهة، وعدم فصلهم بسب إنشائهم اتحاد يعبر عن آرائهم، ياااااااااااااااااااه لدرجة دي حالنا وصل للحقارة دي.


لا أعرف ماذا أكتب، فقد ذهب وقت الكتابة منذ وقت طويل ولكن ما زلنا في نوم عميق.....


نهاية أرسل بعض الكلمات الغاضبة ....


سحقاً لتك العقول الغافلة التي لا تعلم أن الدور سوف يكون عليها قريباً.


سحقاً لتلك القلوب الميتة التي تري الموت آمامها ولا تتحرك.


سحقاً لتلك العيون المتحجرة وتلك اللسنة الصامتة وتلك الآذان الصماء.


سحقاً للأيادي المغلولة وللأرجل المكسورة.


سحقاً لمن ينتظر الفعل ليكون له رد الفعل.


سحقاً لحكامنا العرب الذين لم يعودوا يهتمون الا بجمع الأموال


و سحقاً له مرة اخري لأنهم يعتقلون ويعذبون كل من يقول لا ويطالب بحقه.


سحقاً للرجال الذي جلسوا ولم يتحركوا ونساء غزة تجاهد وتدافع عن رجالها.


سحقاً وسحقاً لي لأني لا افعل شيئاً الا التكلم وكتابة كلمات غاضبة.


سحقاً لي ومن يعرف أن الدور والمهمة ثقيلة وينام نوماً عميقاً.


سحقاً لمن لم يترك الذنوب ومن لا يصلي الفجر وأطفال فلسطين تقاتل وتناضل.


سحقاً للذين لم مازال يناقشون ويتبارزون ويعتقدون أنهم علي صواب وهم في أسفل السافلين.


سحقاً وسحقاً إنها قائمة طويلة ولم أعد استطيع ان اذكرها كلها.


سحقاً لهذا الجيل الذي سيكون في مزبلة التاريخ إذا لم يتحرك.


أقف طويلاً وأقول متي يتحرك هذا الجيل..........................


متي يشعر انه في خطر........................


يجب أن يعلم الجميع أن دور سوف يكون عليك سواء أتحركت أم لم تتحرك، ولكن حينها سوف تشعر بألم شديد لنك لم تتحرك.


اليوم أيضا تم إغلاق معبر رفح من أجل عدم تمكن الاستاذ إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة فلسطين من الدخول لغزة وطبعاً لا نري أي تعليق من حاكم عربي.

هنية جالس علي الرصيف في الحدود المصرية ولا تعليق.......


.




أتركم مع صور من جامعة في فلسطين، لنري الفرق بيننا وبينهم.





















































































































Sunday, December 03, 2006

احلام حالم

كنت بالأمس في أحد المدن المطلة علي البحر مع عائلتي الكريمة وكان الجو شديد الروعة، مما يجعلني أجلس أمام البحر كثيراً ولا اتحرك إلا قليلاً بسب تلك المتعة التي يحرم المرء كثيراُ في عيشه في القاهرة، وهناك كان مجال كبير من أجل أن اكتب بعض الخواطر التي داهمت خاطري...........

سماء صافية..... بحر ممتد... الجبال تحيط بكل شئ وكأنها تحيط بقلبك.


شعور بالحرية.... هذا صدقاً ما أشعر به ...... ذلك الشعور الذي يفتقده الانسان كثيراًً.


مما جعلني أتذكر الكثير والكثير من أحلام حياتي.... تلك الأحلام التي دائما ما تصدم بحجر الواقع المؤلم .... إنها أحلام.... الأحلاااااام.



منذ أن وعيت علي هذه الحياة وحلم الحرية يداعبني .... حلم حرية هذه الأمة.... تلك الأمة التي نسيت تاريخها....ونسيت أمجادها..... وأصبحت لعبة لا إرادة لها يتباري المتبارون في اللعب بها.... ياله من واقع مؤلم.



ويتجسد هذا الواقع الذي نعيش فيه في أفرادها... وفي قادتها... وفي من يعملون من أجلها.....



فبعد كل مصيبة من مصائب هذه الأمة.... وبعد كل قطرة دم تضاف الي بحر كبير... تجد الغضب يتملك الإنسان... وتجد الجميع علي هذه الوتيرة.... يثور ويتوعد... يملأ الدنيا صياحاً.... وهوا لا يدري بأنه يملأها كذباً و زوراً.....



وكالعادة ما هي إلا سويعات قليلة حتي تتغير تلك الحالة سريعاً.... فالأنفاس الحارة أصبحت باردة... والعيون الدامعة أصبحت متجمدة.... والقلوب القلقة أصبحت هادئة.......



يالك من ضعيف .... يالك من كاذب...... يالك من خائن...



وتمر الحياة سريعاً... والقطرات أصبحت سيلاً يدمر من يقف في طريقه...



وأصبحت تلك العزائم كنقش في بحر.. وتلك الأحلام كزبد هذا البحر سرعان ما تأخذه الأمواج ذهاباً واياباً.



وهنا جلست كثيراً أفكر لماذا يحدث هذا... لماذا تضيع هذا الاحلام سريعاً.....



لماذا لا نفعل ما نقول......


وصدقاً كد أجن وانا أفكر فأنا أتذكر مواقف كثيرة ... تثبت أنا نقول أكثر مما نفعل......


هل المشكلة في تربيتنا التي عودتنا علي السلبية ...


أم نظام تعلمنا الذي علمنا ان نري الأشياء من منظورها النظري فقط...


أم أنها لا نفعلها من أجل الله وأنها نفعلها من أجل أن يقول اننا مهتمون ونحن لسنا كذلك تماماً....



أشياء كثيرة قد نجعلها لا نحقق فيها احلامنا الكثيرة......



ولكن من أجل أن نغير يجب علينا أن نقف وتكون بداية من أجل غداً أخر..



ذلك الغد الذي نعيد بيه بأيدينا أمجادتنا ليس بأقوالنا....



ذلك الغد الذي لن يكون إلابنا......



هل من حالم....



ولكن حالم يريد أن يحقق ما يحلم بيه.....